مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/01/2022 03:12:00 م
ظنّ نفسَه الرَّب وراح يعاقب الناس ويحاسبهم - ملخص كتاب تراب الماس
ظنّ نفسَه الرَّب وراح يعاقب الناس ويحاسبهم - ملخص كتاب تراب الماس
تصميم الصورة: رزان الحموي 

رواية تراب الماس

 هي |رواية |من تأليف الكاتب |أحمد مراد|، صدرت عن دار الشروق، تقع الرواية في أربعمئة وأربعين صفحة، تحكي الرِّواية قصة إنسان اعتبر نفسَه الإله وبدأ يحاسبُ الناسِ على تصرفاتهم وخوّل نفسه حق قَتلِهم، تابعوا معي لتعرفوا أكثر قصة رواية "تراب الماس".

بداية الرواية 

بطل القصة هو الدكتور الصيدلاني "طه"  الذي خسر والده المُقعد بعد أن قام مجهولون بقتله في ظروف الغامضة، وهنا تبدأ أحداث الرواية وتأخذ بالتعقيد والتشابك، حيث يقرر الدكتور "طه" وينوي الانتقام من قاتل أبيه، ويبدأ رحلة بحثه الشاقة عن القاتل، ويكون المتهم الأول الذي يخطر إلى بال "طه" شاب طائش ومتهور يسكن في الحي ذاته، وتدور أصابع الشك والاتهام حوله في بادئ الأمر. 

إلّا أنّ "طه" لم يكن يملتك دليلاً ملموساً وقطعياً يثبتُ أنّ ذلك الشاب هو |القاتل الحقيقي|، ما دفعه إلى لبحث والتقصي لمعرفة الجاني، فتتجه أنظار "طه" إلى مكتب أبيه، ويبدأ رحلة البحث في دفاتر ومذكرات الماضي الخاصة بوالده باحثاً عن أدنى إشارة أو خيط يؤدي به إلى معرفة الجاني، ويبرر له سبب ارتكاب فعل القتل. 


وهنا يظهر السر الخطير😲!!

 إذ يعرف البطل عن والده أسرار وخبايا لم يكن يعرفها قبل، وربما لم يكن ليعرفها لولا وقوع هذه الحادثة، فمن خلال البحث والتفتيش يتضح أن والد "طه" لم يكن ضحية فقط بل كان جاني أيضاً، لكن كيف ذلك؟؟

يكتشف "طه" أنّ والده كان يمتلك شيء ما يسمّى "تراب الماس"، وكان يستخدمه لقتل أي مفسد في الأرض، ويعمد الوالد إلى استخدام "تراب الماس" في القتل لأنّه يسبب نزيف داخلي للضحية مسبّباً قتله، وهنا يصعب على الأطِبّاء تحديد سبب الوفاة بدقة وقد يعتقدوا بأن الضحية ماتت نتيجة ورم ما. 

يتضحُ فيما بعد ضمن سياق أحداث الرواية أن والد طه الذي قُتل كان من أشد المعجبين ب "محمد نجيب" ذلك الضابط المصري الذي قام بثورة من أجل تحقيق العدالة في المجتمع، وكان والد طه يعتقد أن محمد نجيب قد ظُلِم، لأن الثورة التي قامت لم تحقق النتائج المنشودة.

هذا الفعل وهذا الظلم الذي وقع على محمد نجيب جعل الأب "حسين الظهاري" يتقمص دور الإله الذي يحاسب الناس على أخطائهم،  فراح يعمل على قتل كل شخص يراه مؤذي ويعتبره مساهماً في فساد البلاد، وذلك طبعاً عن طريق "تراب الماس". 

علماً أنَّ أول عملية قتل قام بها الوالد هي قتل جارِه ذي الأصل اليهودي، والذي كان يستحق القتل -من وجهة نظره- لأنه خائن لمصر، ثم بعد ذلك يعتاد الأب على القتل، فيقتل كل إنسان فاسد مراوغ، كل من يعد وعود واهية ولا ينفذ أو يطبق أيّاً منها، كل حاكم فاسد لا يحقق العدالة لأبناء مجتمعه، -لكن عمليات القتل هذه لم تكن فعلية بل كانت في مخيلة القاتل فقط-، كما كان ذلك الأب المُقعد يجلس على كرسيه في غرفته مراقباً الأفراد في الحي، ليصطاد كل فاسد ويقوم بقتله أيضاً. 

يتمكن الطبيب أخيراً من الانتقام لوالده وقتل كل من تسبب بقتله مستخدماً "|تراب الماس|" ، لكن لا تنتهي القصة هنا، فبعد نجاح "طه" في التخلص من قاتل أبيه وبعد وصوله إلى هدفه لم يتخلص من عبوة "تراب الماس" القاتلة، بل احتفظ بها ليقتل المزيد من الأشخاص، وبذلك نجد أن "طه" تحول إلى نسخة أخرى عن والده، وأراد أن يقتل الفاسدين والمجرمين، بعد أن تشرّب معتقدات وأفكار والده. 

لقد أعجبتني |الرواية| في ختامها، وأحببت كثيراً الفكرة التي أراد أن يوصلها الكاتب لنا والتي تخبرنا أننا لسنا إلا نسخ مصغرة عن آبائنا، وأننا نسير على خطاهم ونتبع معتقداتهم، وأنت ماذا عنك؟ هل أعجبتك قصة الرواية.

بقلمي هيا الشيخ

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.